في ذكرى انطلاقة المارد الفتحاوي سنحتفل بقلوبنا رغم الجراح

هاهي الفتح ... وها هي الثورة ... وهاهم الفتحاويون ... عين على الحرية والعين الأخرى صوب القدس ... فمنذ إنطلاقة ماردنا الفاتح من يناير كانون الثاني من عام 1965م من القرن المنصرم وهي تأخذ على عاتقها بأن فلسطين هي هدفها الوحيد وتحرير الأرض والإنسان أسمى ما تريد ...

فببندقية الياسر إنطلقنا وبعزيمة الثوار وضعت قضيتنا أمام المحافل الدولية من قضية لاجئين إلى قضية فدائيين ومن مخيمات لجوء إلى معسكرات ثوار يدوسون على الألغام بدون آلم ويعبرون طرق الأشواك وهم مؤمنون بنصر من الله وفتح قريب ... وأناروا طريقهم بدمائهم ... وعملوا بأقل الإمكانيات والوسائل ولم ينتظروا الجيوش الجرارة من زيداً أو عمرو ...

وحافظت فتح ومنذ نعومة أظافرها على إستقلالية القرار الذي بقى طيلة عقود وما زال وسيبقى إلى الأبد قراراً فلسطينياً مستقلاً وبعيداً عن كل الوصايات ... وخاضت معارك عديدة من أجل ذلك ...فكانت معركة الكرامة التي سطر فيها مقاتلوا الثورة الفلسطينية تحت لواء حركة فتح أسمى آيات التحدي والإنتصارات وأيقن الجميع بأن فتح هي مصنع الرجال ومفخرة الثوار وبيت كل من يتطلع لحرية الوطن ... وحارب الأعداء مع الأشقاء وما زالوا يحاربون تلك الحركة التي قدمت قادتها قبل ضباطها وعناصرها قرباناً على مذابح الحرية وفرضت وجودها بالدماء الصادقة الذكية ولم تنتظر مقابلاً من هنا أو هناك ...

فخط سيرها لن يوصل إلا إلى القدس وبوصلتها لا تعرف إلا فلسطين طريقاً لها ... ومرت بعواصف ظن الكثيرون ممن يتربصون بها أنها قد تموت لكنها بقيت كالجبال التي تسخر من الرياح فجذورها في أعماق الأرض عصية على الإجتثاث ورؤوسها شامخات شموخ جبل النار وهي من صناعة الآباء والجدود ولست كغيرها من صناعة الأعداء اليهود ... فالفتح خلقت من أجل هدف نبيل وليس بديلاً عن منظمة التحرير والجميع يفهم ذلك ...

فالفتح هي ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد وأبو محمد وأبو الهول وأبو علي إياد والكمالين وأبو يوسف النجار والعمارين والكرمي ودلال المغربي ووفاء إدريس ... الفتح هي عيلبون والكرامة وأيلول وفندق السافوي والساحل وباب المغاربة وأسطورة بيروت ...

والفتح هي ميناء إسدود ووادي الحرمية وعنفوان مخيم جنين ... وفتح هي صمود نابلس ولهيب بيت لحم بحسين وعاطف عبيات وهي قهر الأعداء بالخليل ببندقية مروان زلوم وطولكرم بمجد ثابت ثابت وشموخ رام الله بإصرار مهند أبو حلاوة والفتح هي غزة التحدي بحسن المدهون وعبدالمعطي السبعاوي وأبو حميد وعمر أبو شريعه وأيمن جوده ونبيل مسعود وسالم أبو شنار وغيرهم الكثير ممن أناروا الطريق بدمائهم من أجل الحرية والإستقلال ...

والفتح هي القادة في سجون الإحتلال من فهد أسود وصقور فتح وكتائب شهداء الأقصى فهي مروان البرغوثي وناصر عويس وعبدالهادي غنيم ووجدي العثامنة ويزيد الحويحي وآلاف القادة الميامين الذين يعجز القلم عن حصر أسمائهم من شهداء وجرحى ومعتقلين ومشردين لكن أسمائهم محفورة في قلوب كل الشرفاء والأحرار على إمتداد الوطن وكل أماكن اللجوء ...

الله أكبر ما أعظمك وما أطهرك وما أنقاكي يا فتح يا من كلما تودعين شهيد تسجلين في صفوفك ألف فتحاوي جديد ... فالأفعال دائماً تسبق عندك الأقوال .....

فالفتح في سجلاتها مئات الآلاف من الجنود المجهولون الذين أجادوا بإمتياز صناعة الإنتصارات ولم يسجل في تاريخك يا ديمومتنا بأنك قهرتي شعبك أو حللتي ما حرم الله من قتل وبتر أطراف وهدم بيوت وهتك أعراض ولا تلذذتي يوماً بعذابات الأبرياء ... فالمجد يركع كل يوم لعطائك آلاف المرات ...

وستبقين ما بقي الليل والنهار فأنتي أمل كل الأحرار ... وأما أعدائك فسيسوقهم التاريخ كما ساق أسلافهم إلى مزابل العار ... فأنتي كما قيل بحقك إنك عصية على اليا حبيبر ولا تقبلين القسمة لأن كل حرف في تاريخك سجله الثوار بالدماء الطاهرة كطهارة ماء زمزم ... وسيبقى نهج الكفاح الذي خطه لنا رمزنا أبا عمار هو النهج الذي لن نحيد عنه إن شاء الله فأنتي هنيئاً لكي الفخر وأعدائك لهم ألف ألف عار ..

كل عام وحركتنا الرائدة فتح بألف خير وكل عام وشعبنا الصامد بألف خير ومليون تحية لأرواح الشهداء ومليون سلام للأسري والمعتقلين والشفاء العاجل لجرحانا وحتماً سيزول الإحتلال عن قطاع غزة وسيزول الإحتلال عن الضفة وسيرفع شبل من أشبال فتح العلم الفلسطيني علي مأذن وكنائس القدس قريباً بإذن الله ..
تحياتي للكل الفتحاويين TITO