باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية
ها نحن اليوم امام حرب جديدة على قطاع غزة وكل التقديرات والمؤشرات تقول انها في الفترة ما بين نهاية شهر ديسمبر الى منتصف شهر يناير 2010 اي بعد شهر من الان ، والتصريحات الاسرائيلية الاخيرة وعلى لسان قادة الجيش في اسرائيل تشير الى حرب قادمة على القطاع وسوف تطال هذه الحرب كل من ايران وحراسي الله .
ففي بادرة خطيرة سربت مصادر في الرئاسة الفرنسية معلومات تداولتها وسائل الاعلام في باريس الثلاثاء 1-12-2009، تفيد بأن الرئيس نيكولا ساركوزي جمع مستشاري الأليزيه وعددا من الخبراء والمتخصصين في الشأن الايراني وفي الشؤون العسكرية والاستراتيجية، لبحث تبعات ضربة إسرائيلية عسكرية ضد طهران وحجم وشكل الرد الإيراني.
وقالت المصادر أن مستشاري ساركوزي رسموا "سيناريوات سوداء" في حال تنفيذ أية ضربة إسرائيلية ضد طهران. وأضافت إن "السيناريو الأول يفيد بأن إيران سترد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تنتقل عبره نسبة 30% من النفط في العالم، وستؤدي هذه الخطوة فورا إلى ارتفاع أسعار النفط واهتزاز الاقتصاد العالمي".ويرى السيناريو الثاني أن إيران ستقدم على إشعال آبار نفطية في دول الخليج لضرب المصادر النفطية للدول الغربية التي دعمت الضربة العسكرية الاسرائيلية وهو ما سيفاقم من أزمة أسعار النفط".أما السيناريو الثالث -ودائما بحسب المصادر في قصر الإليزيه- فقد رسم صورة أكثر سوادا ويفيد بأن "موجة تفجيرات ستندلع في قلب الدول الغربية التي حرضت إسرائيل على ضرب إيران وخصوصا فرنسا وبريطانيا وأميركا".ورأى مستشارون آخرون أن جبهة جنوب لبنان ستشتعل مع احتمال اشتعال جبهة قطاع غزة أيضا". واحتمال تحرك الفصائل الشيعية العراقية ضد القوات الأمريكية في كل مناطق نفوذ هذه الفصائل.وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية غربية ان ايران ستعتبر في حال استهدافها عسكريا أن الضربة ما كانت لتحصل لولا سماح الولايات المتحدة بعبور المقاتلات الاسرائيلية أجواء العراق وهذا سيجعل المئة والثلاثين ألف جندي أمريكي في المنطقة هدفا لهجمات ايران والموالين لها.
واعتبر مراقبون أن هذا ما يفسر "سعي واشنطن الى تأخير الضربة الاسرائيلية الى ما بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق"، وهو ما تعتبره اسرائيل "انتظارا قاتلا" لأن ثمة معلومات استخبارية غربية تشير الى أن ايران لم يعد يلزمها سوى 6 أشهر لامتلاك كمية اليورانيوم اللازمة لصنع القنبلة النووية وبعد ذلك سيكون الايرانيون بحاجة لعام واحد فقط لانجاز القنبلة وسيكون الحديث بعد ذلك عن ضربة لايران ضربا من الجنون.
من جهة أخرى يقول مصدر دبلوماسي غربي ان اسرائيل لن تكتفي في حال حصول ضربة لايران بقصف المواقع النووية بل ستقصف المصافي البترولية في ايران بهدف شل اقتصادها ومنع تمويل أي رد عسكري من جانبها.ويضيف المصدر أن إيران التي أطلقت مؤخرا قمرا صناعيا للاتصالات تراهن على قدرتها بفضل هذا القمر على ضرب الأراضي الاسرائيلية مباشرة لأن صورايخ حراسي الله لن تكون وحدها كافية لانهاك الاسرائيليين.ولتهدئة ردود الفعل العالمية، والأمريكية خصوصا ستبادر اسرائيل الى اعلان موافقتها على قيام دولة فلسطينية طالما أن هذه الدولة تبدو أمرا لا بد منه في نهاية المطاف.
هذه المعلومات وغيرها جعلتنا ان نتطرق الى تسريبات كثيرة تضمنت سيناريو الحرب على ايران ومن اهم هذه السيناريوهات ما تم تسريبه عن مصادر عسكرية اسرائيلية من ان تسعون طائرة مقاتلة اسرائيلية ستعبر الاجواء باتجاه الحدود التركية - السورية، يرافقها جميع طائرات التزود بالوقود التي تمتلكها اسرائيل لتواصل طريقها باتجاه شمال العراق، ومن هناك الى ايران لتسقط قنابل زنة 2 طن، واخرى تزن 2250 كغم على المنشأت النووية الايرانية، مدعومة بحوالي 42 صاروخ من طراز "ارض - ارض" من طراز "جريكو" تنطلق من الاراضي الاسرائيلية لتصيب اهدافها في ايران بدقة كبيرة او هكذا يفترض بها، واذا ما تم تدمير المفاعل النووي في "بوشهر" فان الاف البشر في منطقة الخليج سيلقون حتفهم جراء تعرضهم للاشعاع، اضافة الى اعداد كبيرة ستعاني امراض السرطان، بهذه المقدمة البسيطة والمخيفة افتتح مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن ما اسماه بالسيناريو الكامل للهجوم الاسرائيلي المفترض على ايران والذي توقع بأن حدوثه لن يتجاوز نهاية العام الحالي.
تناول تقرير يقع في 114 صفحة والذي يعتبر الاول من نوعه في التاريخ حسب ما وصفته صحيفة "هآرتس" من حيث تناوله لخيارات اسرائيل وقدراتها العسكرية والقدرات النووية الايرانية وقدرات الدفاع الجوي الايراني، اضافة الى مخزون الصواريخ لدى الدولتين واحتمالات الهجوم الاسرائيلية وتوقيتاته المفترضة والادوات والوسائل المتبعة جنبا الى جنب مع ردود الافعال الايرانية المتوقعة على مثل هذه الهجوم.وتوصل معدو التقرير "توكان" و"غوردسمن" بعد تحليل كافة الخيارات الهجومية المتوفرة لدى اسرائيل الى نتيجة بان هجوما جويا اسرائيليا ضد منشآت ايران النووية امرا متوقعا وممكنا لكنه سيكون معقدا ويحمل في طياته مخاطرا كبيرة على الصعيد التنفيذي دون ان يضمن مستويات نجاح كبيرة لذلك يعتبر مثل هذا الهجوم خطرا بشكل لا مثيل له او لم يسبق اختباره.واول المشاكل التي اشار اليها التقرير المشكلة الاستخبارية او للدقة غيبا المعلومات الاستخبارية حيث لا يوجد معلومات حول احتمالية امتلاك ايران منشآت سرية لتخصيب اليورانيوم ما يعني بان اسرائيل ستهاجم المواقع المعروفة كون الاستخبارات الغربية لا تمتلك معلومات عن وجود اماكن سرية ما يعني بقاء خطط ايران لتخصيب اليورانيوم في مواقعها السرية دون ضرر وتعمل بشكل عادي ما يعني فشلا للهجوم الاسرائيلي.وبشكل عام يعتقد معدو التقرير بحق اسرائيل في مهاجمة ايران فقط اذا اقتنعت بان هجوما من هذا النوع سيؤدي الى تصفية المشروع النووي الايراني او على الاقل وقفه لعدة سنوات ومثل هذا الهدف يصعب تحقيقه.ولحقيقة وجود عشرات المواقع النووية الايرانية المنتشرة على مدى مساحة الجمهورية الاسلامية ولغياب امكانية تدميرها جميعا بحث معدو التقرير احتمالات وخيارات الهجوم على ثلاثة مواقع ايرانية فقط تشكل نواة مشروع دورة الوقود "النووي" التي تحتاجها ايران لانتاج المواد اللازمة للاسلحة النووية وسيؤدي تدميرها الى تعطيل المشروع النووي لعدة سنوات وهذه المواقع هي مركز البحوث النووية في اصفهان، منشاة تخصيب اليورانيوم في نتاز، مفاعل المياه الثقيلة الذي سينتج مستقبلا مادة البلوتونيوم والواقع في اراك.وطرح التقرير ثلاثة مسارات تحليق ممكنة ومتوقعة مرجحا اختيار المسار الشمالي والمار على طول الحدود السورية التركية ليخترق اقصى شمال شرق العراق وصولا الى ايران مستبعدا اختيار مسار تحليق مركزي وسطي وقصير وكذلك المسار الثالث الجنوبي والذي يمر ايضا فوق العراق وذلك لنفس اسباب استبعاد المسار المركزي.وسيلجأ سلاح الجو الاسرائيلي الى استخدام تكنولوجيا متقدمة جدا تمكن اختراق منظومات الاتصالات واجهزة الرادار التابع للدول التي ستحلق فوقها طائرات F15 و F16 لمنع اكتشافها وهي في طريقها الى ايران.ووفقا للخبراء جرى استخدام مثل هذه التكنولوجيا خلال الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية عام 2007 حيث جرى تركيب اجهزة التشويش هذه على طائرتين من نوع G550 ابتاعتها اسرائيل خلال الاعوام الماضية.
وجاء في التقرير بانه وحتى يتم مهاجمه المواقع الايرانية الثلاثة هناك حاجة لارسال ما لا يقل عن 90 طائرة حربية ما يعني جميع طائرات 15E-F الـ25 التي تمتلكها اسرائيل اضافة الى 65 طائرة 16C/I-F وجميع طائرات التزود بالوقود التي يمتلكها سلاح الجو الاسرائيلي وخمس طائرات هركوليس واربع طائرات بوينغ 707 ، وسيتم تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في طريق الذهاب وطريق العودة وسيجد سلاح الجو صعوبة كبيرة في ايجاد منطقة يمكن لطائرات التزود بالوقود التحليق فوقها دون ان يكتشف امرها على يد السوريين او الاتراك.وتعتبر طبيعة المنشاة النووية الايرانية في متناز والمخفية عميقا في باطن الارض احدى المشاكل التنفيذية العصية الى حد كبير على الحل حيث اقيم جزء من المنشاة المتخصصة في تخصيب الوقود النووي على عمق 8 امتار تحت الارض تغطيها طبقة من الباطون المسلح بسمك 2.5 متر اضافة الى كون المنشاة ذاتها محمية بجدار اسمنتي اخر وقام الايرانيون عام 2004 بتعزيز التحصينات المحيطة بالجزء الاخر من المنشاة المذكورة والذي يحتوي على اجهزة الطرد المركزي حث قاموا بدفنه على عمق 25 مترا تحت سطح الارض اضافة الى تغطيته بسطح اسمنتي يصل سمكه الى عدة امتار ويعتبر هذا الجزء مركبا اساسيا وجوهريا من مركبات انتاج الاسلحة النووية وتدل التحصينات المكثفه على اهمية منشاة نتاز.
وحتى يتغلب سلاح الجو الاسرائيلي على التحصينات الايرانية سيستخدم نوعان من القنابل من انتاج امريكي ترجح مصادر اجنبية ابتياع اسرائيل 600 قذيفه منها.وحملت هذه القذائف اسم "مدمرة الخنادق والتحصينات" ويرمز لها بـ 27-GBU والتي تزن 900 كغم وتخترق طبقة اسمنت بسماكة 2.4م فيما يرمز للنوع الثاني بـ 28-GBU وتزن 2298 كغم وتستطيع اختراق طبقة اسمنتية بسماكة تصل الى 6 امتار اضافة الى طبقة من الرمل والاتربة بسمك 30 سم وحتى يتم ذلك يتوجب على الطائرات الاسرائيلي اصابة الاهداف بدقة متناهية ومن زاوية صحيحة.وحتى بهذه التجهيزات لم تنتهي التحديات التي ستواجه الطائرات الاسرائيلية حيث اقامت ايران منظومة دفاع جوي كثيفة ستجعل امر وصول الطائرات الاسرائيلية الى اهدافها دون ان تصاب امرا صعبا وتضم المنظومة الايرانية صواريخ من طراز هوك و 5-SA- 2-SA ,SA-7 ,SA-15 اضافة الى صواريخ ستينغر و 1700 مدفع مضادر للطائرات جرى نصبها بالقرب من المنشات النووية الايرانية وذلك دون ان نغفل طائرات سلاح الجو الايراني التي قد تشترك في الدفاع عن سماء الجمهورية ورغم ان الطائرات الايرانية تعتبر قديمة الا انه يجب عدم اغفال وجود 158 طائرة تحاول احباط الهجوم الاسرائيلي.
ويمكن اعتبار كافة الدفاعات الايرانية سابقة الذكر وكأنها غير موجودة او في درجة الصفر اذا ما قورنت بمنظومة الصواريخ الروسية 300VS (SA-12 Giant), التي يعتقد بان ايران قد ابتاعتها سرا خلال الفترة الاخيرة واذا صحت هذه المعلومات فان جميع حسابات سلاح الجو الاسرائيلي وجميع الاعتبارات سواء مع او ضد الهجوم على ايران ستتغير لان المنظومة الروسية متطورة جدا وحصينة اما اي تشويش وان نتيجة اي هجوم عليها ستكون تدمير ما بين 20-30% من القوة المهاجمة اي سيتم تدمير ما بين 20-30 طائرة اسرائيلية من مجموع الطائرات المهاجمة التسعين وهو ثمن لا يمكن لاسرائيل التسليم به.
اذا ما تقرر الهجوم على المفاعل النووي المشهر الكائن في بوشهر فان الامر سيؤدي الى كارثة بيئية موت الكثير من البشر وسينتشر التلوث الاشعاعي المنبعث من المواد المشعة في منطقة واسعة جدا وسيفقد الاف الايرانيين القاطنين بالقرب من المفاعل حياتهم فورا اضافة الى الاف سيصابون بامراض السرطان المختلفة وبسبب الرياح الشمالية التي تهب على المنطقة معظم ايام العام، يؤكد معدو التقرير بان التلوث الاشعاعي سيضرب دولة البحرين وقطر والامارات العربية.ان المخاطر الكامنة في الهجوم الجوي ضد ايران يمكن الغائها اذا ما تقرر استبدال الهجوم الجوي بضربات صاروخية باليستية حيث لا يوجد لدى ايران قدرات دفاعيه لمواجهة صواريخ ارض- ارض، وفي هذا السياق بحث التقرير في قدرات اسرائيل الصاروخية واشار الى ثلاثة انواع من الصواريخ جرى تطويرها اسرائيليا وهي جريكو 1 و 2و3 ويصل مدى الصارخ الاول الى 500 كم ويحمل رأسا حربيا بزنة 450كغم ويقادر على حمل رأس نووي فيما يصل مدى الصاروخ جريكو 2 الى 1500 كم ودخل الخدمة الفعلية عام 1990 ويستطيع حمل رأس نووي يزن 1 ميغا طن فيما يصل مدة جريكو 3 الذي يعتبر عابرا للقارات من 4800- 6500 كم ووفقا للخبراء كان مقررا ان يدخل الخدمة الفعلية عام 2008 ويستطيع حمل رأس نووي يصل وزنه الى اكثر من ميغا طن واحدة.وامتنع معدو التقرير عن التلميح لامكانية استخدام اسرائيل للرؤوس النووية مشيرين الى ضرورة اطلاق 42 صاروخا لتدمير الاهداف الايرانية الثلاثة على فرض ان جميع الصواريخ ستصيب اهدافها بدقة وهذا امر صعب جدا حيث لا يكفي اصابة منطقة الهدف لتدميره ويجب اصابة مناطق محددة جدا في تلك الاهداف لا يزيد حجمها عن عدة امتار وهنا يثار الشكل حول امكانية الاعتماد على دقة صواريخ يريحو.وفيما يتعلق بالموعد الافتراضي للهجوم الاسرائيلي قدر معدو التقرير ان عدة معطيات قد تسرع عملية اتخاذ القرار والهجوم على ايران خلال العام الحالي منها امكانية نجاح ايران عام 2010 في تشكيل تهديد جدي لدول الجوار واسرائيل بعد امتلاكها قدرات نووية عسكرية تردع اسرائيل والولايات المتحدة وتمنعهما من شن هجوم عليها اضافة الى امكانية امتلاكها صواريخ باليستية دقيقة الاصابة تحمل رؤوسا غير تقليدية وكذلك المخاوف من امتلاك ايران لمنظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز 003V-S ما قد يشكل عاملا مسرعا في اتخاذ قرار الهجوم.
- كيف سترد ايران؟
جهد معدو التقرير في تحليل سبل وطبيعة الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي مؤكدين بان الايرانيين سيزيدون من عزمهم وقدراتهم على استكمال مشروعهم النووي حتى يتسنى لهم ايجاد قوة ردع موثوق بها امام عدوانية اسرائيل، وفي هذا السياق ستعلن ايران انسحابها من اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية (NPT) التي تسمح حاليا بمستوى معين من الرقابة على منشأتها النووية كما سيؤدي الهجوم الاسرائيلي الى وقف فوري وشامل لكافة الجهود الدولية الرامية الى الضغط على ايران لوقف تطوير السلاح النووي وبكل تأكيد لن تكتفي ايران بهذا الرد وهناك امكانية للافتراض بها ستسعى لضرب اسرائيل مباشرة وهي قادرة على اطلاق صواريخ شهاب 3 التي تغطي في مداها جميع الاراضي الاسرائيلية باتجاه اهداف داخل اسرائيل مع امكانية ان يحمل بعضها رؤسا حربية كيماوية.كما سيعمد الايرانين الى تفعيل حزب الله لاطلاق موجة من الاستشهاديين الى المدن والاهداف الاسرائيلية اضافة الى قدرة حراسي الله على اطلاق وابل من الصواريخ كما اثبتت تجربة حرب لبنان الثانية وحرب غزة.كما وسيؤدي الهجوم الاسرائيلي الى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وسيلجأ الايرانيون لتحقيق هذا الهدف الى استخدام شيعة العراق وسيدعمون حركة طالبان وسيعززون من قدرات الحركة القتالية في افغانستان، اضافة الى قدرة الايرانيين على مهاجمة وضرب المصالح الامريكية في المنطقة وعلى وجه الخصوص القوات الامريكية في دول الخليج مثل قطر والبحرين وسيحاول الايرانيون تشويش امدادات النفط الى الغرب في منطقة الخليج العربي.
- الحرب على حماس وحراسي الله
كانت مصادر اسرائيلية مطلعة قد كشفت أن إسرائيل تجهز لعدوان جديد على حركة المقاومة اللبنانية "حراسي الله" عام 2010 ، وأنها بدأت في استدعاء جنود الاحتياط من الخارج.
وتتزامن تلميحات وسائل الاعلام العبرية مع إفادة رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال جابي أشكنازي أمام لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست الاسرائيلي ، والتي قال فيها إن حزب الله لديه صواريخ ذات مدى 320 كيلو مترا يمكنها أن تصل إلى جنوب البلاد،وتعهد أشكنازي بشن عدوان واسع على لبنان إذا ما حاول حزب الله القيام بعمليات انتقامية ، ردًا على اغتيال قائده عماد مغنية ، مشيرًا إلى أن صواريخ حراسي الله قادرة على أن تصل إلى مفاعل ديمونا النووي في العمق الإسرائيلي.
وكانت مصادر صحفية عبرية رجحت أن تكون الحرب القادمة ضد حزب الله العام المقبل برية وحدودها صيدا (عاصمة جنوب لبنان)، وذلك بعد استخلاص العبر من حرب يوليو/ تموز 2006 ابأن اللجوء إلى الضربات الجوية مهما كانت قاسية لا يمكن ان تبدّل من الوقائع الميدانية او تؤدي الى تغيير قواعد اللعبة.وأشارت المصادر إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك بشأن الزج بخمس فرق من جيشه في حرب الهدف منها القضاء على بنية "حزب الله" وإبعاده عن شمال فلسطين المحتلة، ما يعني ان الحرب ستكون برية في الدرجة الاولى، اضافة الى الدور الذي سيلعبه سلاح الطيران ولكن عن بُعد.ويرى مراقبون إسرائيليون إن الحرب البرية حتى صيدا قد تتيح تعطيل القدرة الصاروخية للحزب التي ستكون بحكم "الساقطة عسكرياً" في قبضة الاحتلال بعد الزج بجيشه والعمل على تدمير المخابئ والملاجئ المحصنة في الجنوب.أسباب توجيه الضربة وعن أسباب توجيه ضربة عسكرية لحزب الله قال الصحفي الإسرائيلي أوري هاينتر لجريدة "إسرائيل اليوم" إن تل أبيب تحاول جاهدة تحقيق النصر على حزب الله للتأكيد على العبر التي استخلصتها من حرب لبنان الثانية.وأضاف هاينتر:" إسرائيل تعتقد أن حزب الله ومنذ انتهاء حرب يوليو/تموز 2006 تمكن من إعادة تكوين قدرته العسكريّة، بل من تحسينها كمّاً ونوعاً ، حيث قام بادخال نوعًا متطورًا من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "أس- أ8 "، والتي تشكل خطرًا مباشرًا وفعليًّا على الطائرات الإسرائيليّة".وتابع:" وفقًا للتقديرات الإسرائيلية يملك الحراسي اليوم أكثر من 40 ألف صاروخ بعضها قادر على الوصول إلى تل أبيب".ومن جانبه أكد وزير الحرب الإسرائيلي أثناء المناورات الاسرائيلية الامريكية المشتركة التى أجريت مؤخرا أن إسرائيل تستعد لمواجهة التهديدات في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان حاليا وأضاف باراك "ان أجهزة الطوارىء في منطقة كريات شمونا جاهزة ولكن هناك بعض العيوب خاصة فيما يتعلق بصيانة الملاجىء".وأشار باراك إلى أن هذه المناورات تساهم في تعزيز قدرة اسرائيل على اقامة منظومة دفاعية متعددة الطبقات لاعتراض صواريخ قصيرة وبعيدة المدى على حد سواء.
- الحرب على قطاع غزة .
معطيات الحرب على قطاع غزة هي التصريحات الأخيرة لمسئولين سياسيين و عسكريين من دولة الاحتلال , و التي أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل إسرائيل , و التي أيضا تخللها تهديدات بحرب جديدة على القطاع .رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غابي أشكنازي صرح الأسبوع الماضي بأن الحرب على قطاع غزة سوف تكون في فصل الشتاء الحالي , و مسؤول إسرائيلي آخر يصرح بأن الحرب القادمة سوف تكون في نفس الميعاد الذي نفذت به الحرب الأخيرة على قطاع غزة (في الذكرى السنوية الأولى( وان هذه الحرب سوف تكون قصيرة جدا .أما ألييا حبيب فيشمان، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة يدعوت الاسرائيلية يقول أنه 'يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء (كانون الثاني يناير) القادم، مع ختام سنة على حملة 'رصاص مصبوب' . ولفت فيشمان المقرب من دوائر صنع القرار في المؤسسة الحربية الإسرائيلي- إلى أن العد التنازلي للحرب المقبلة على غزة قد بدأت بالفعل يوم الخميس الماضي.وزعم فيشمان أن حركة 'حماس' أجرت في ظل حالة الطقس العاصفة تجربة أولى على صاروخ بعيد المدى أطلق من شاطىء غزة نحو البحر، موضحاً 'أن 'حماس' بذلت كل جهد مستطاع لإخفاء هذا الإطلاق عن العيون الإسرائيلية'، على حد إدعائه. ورأى فيشمان أن تجربة 'حماس' المشار لها تأتي ضمن تطبيقها أحد الدروس المركزية من الحرب التي شهدتها غزة مطلع العام الجاري، حيث قال:' إن قادة المنظمة توصلوا إلى الاستنتاج بأنه طالما لا تكون في أيديهم صواريخ تهدد 'تل أبيب' فليس لديهم أي ورقة حقيقة تؤثر على الرأي العام في إسرائيل وتردع بشكل حقيقي الحكومة والجيش الإسرائيلي'. وعاد هذا الصحافي ليؤكد حديثه عن احتمال نشوب حرب في غزة حيث قال:' شهر كانون الأول، كفيلٌ بأن يكون الموعد الذي منه فصاعداً قد تنشب مواجهة'.وقد نشرت في تل أبيب، أمس، تقديرات جديدة تقول إن حربا ستقع في الشرق الأوسط ربما في الخريف أو الصيف القادمين. وأن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني. وأنها قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو حماس في قطاع غزة أو كليهما معا.وبنى المراقبون هذه التقديرات على أساس توجهات الجيش الإسرائيلي في الشهور الأخيرة، كما ظهرت في التدريبات العسكرية وفي نوعية الأسلحة التي تم تطويرها في الصناعات العسكرية الإسرائيلية وفي تصريحات مختلفة يطلقها من آن لآخر، قادة سياسيون وعسكريون. وآخرها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقائد اللواء الشمالي في الجيش، اللواء جادي آيزنقوط.فالتدريبات العسكرية الإسرائيلية، وكذلك التدريبات المشتركة مع الجيش الأميركي، بنيت على أساس سيناريوهات متعددة، أبسطها تتحدث عن «استفزازات من حماس تستدعي ردا بحرب جارفة، ذات طابع مشابه للعملية الحربية الأخيرة، وأكبرها حرب على إيران لتدمير مفاعلاتها النووية تشارك فيها سورية وحراسي الله وحماس معا. وتتجند فيها الولايات المتحدة بقوات تحارب مباشرة إلى جانب إسرائيل».وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر تلميحا عن موقف شبيه عندما قال في خطابه أمام مؤتمر الطيران في اللد، يوم الثلاثاء الماضي، إنه «منذ أن تعرضت بريطانيا إلى الهجمة الصاروخية الألمانية في الحرب العالمية الثانية وقتل لها 9000 مواطن، لم تعرف البشرية دولة تعرضت لتهديدات خطيرة كهذه مثل إسرائيل. فأعداؤنا يقصفوننا بهدف قتل أكبر عدد من اليهود ثم يهاجموننا لأننا ندافع عن أنفسنا. ولكننا لن نقبل بهذا وسنعرف كيف نخلص شعبنا من هذا الخطر».المحللون السياسيون و العسكريون و الإستراتيجيون يرون أن هذه الحرب قادمة لا محالة , و يبررون ذلك بأن هناك معطيات لها, و أول هذه المعطيات هي التصريحات الأخيرة لمسئولين سياسيين و عسكريين من دولة الاحتلال , و التي أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل إسرائيل , و التي أيضا تخللها تهديدات بحرب جديدة على القطاع .واجمع خبراء في الشؤون الإسرائيلية ' ان الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتانياهو هي حكومة يمينية متطرفة لا يمكن أن تسير باتجاه السلام والخيار البديل لديها هو الحرب لأننا نعرف أن الشارع الاسرائيلي صوت إلها بأغلبية ساحقة لكي تقود المرحلة القادمة في الانتخابات السابقة حيث أيدت الحرب على القطاع '.وتابع الخبراء قولهم ' كلنا شاهد زيارة نتانياهو وبارك للولايات المتحدة الأمريكية وعقدوا لقاءات مع القيادات الجمهوريين بالولايات ومع أقطاب اللوبي الصهيوني من أجل الدعم المادي والسياسي لأي حرب مقبلة على القطاع ' .وحول إذا كانت الحرب المقبلة ستكون كبيرة قال الخبراء ' لا نتوقع أن تكون حرباً كبيرة مثل السابقة التي شنتها إسرائيل لكن نتوقع أن تكون حرب سريعة وخاطفة كما قالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية فإسرائيل جاهزة تماما لحرب على غزة ' .وأكد الخبراء أن 'الحرب الدعائية التي تقوم بها إسرائيل مثل وجود طائرة بدون طيار لدى حماس وصواريخ تصل تل أبيب تدل على وجود نية حرب , وهذا يشبه ما قامت به إسرائيل في الحرب السابقة' .